اليوم الثاني من المنتدى الدولي لسجلات المؤسسات : تونس في قلب الشفافية التجارية العالمية

تتواصل في تونس فعاليات المنتدى الدولي لسجلات المؤسسات (Corporate Registers Forum – CRF 2025) الذي تحتضنه بلادنا من 7 إلى 10 أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 65 دولة و185 خبيرًا في مجالات الشفافية وتنظيم الأعمال.
ويُعد هذا الحدث العالمي الأكبر في مجال السجلات التجارية، كما أنه الأول من نوعه الذي يُنظَّم في بلد مغاربي وناطق بالفرنسية، ما يمنح تونس مكانة مميزة في خارطة الشفافية الاقتصادية الدولية.
شهد اليوم الثاني من المنتدى نقاشات معمقة حول دور التكنولوجيا الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في تعزيز الشفافية وتحسين دقة البيانات.
وأكد مارتن فيدلر جونز، الأمين العام للمنتدى الدولي لسجلات المؤسسات، أن التحدي الأكبر الذي تواجهه السجلات التجارية في العالم هو تحقيق التوازن بين الشفافية، والأمن، وحماية المعطيات الشخصية.
وأوضح أن تبادل المعلومات بين الدول أصبح اليوم ضرورة لمكافحة تدفقات الأموال المشبوهة والجرائم المالية العابرة للحدود، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية للكشف المبكر عن المعاملات غير القانونية وتحسين قدرات الرقابة العالمية.
مشاركة تونسية فاعلة ومشاريع رقمية جديدة
في كلمته الافتتاحية، أعلن عادل الشواري، المدير العام للسجل الوطني للمؤسسات، أن عدد المؤسسات المسجَّلة في تونس بلغ نحو 850 ألف مؤسسة تشمل الشركات والتجار والحرفيين والجمعيات.
وأكد الشواري أن السجل الوطني يسير بثبات نحو التحول الرقمي الكامل بحلول سنة 2026، بحيث ستُنجز جميع المعاملات إلكترونيًا عبر المنصة الموحدة.
كما كشف عن مجموعة من المشاريع الرقمية الجديدة من أبرزها:
• إطلاق نظام معلوماتي حديث تحت اسم "RNE Corporate"
• تطوير خزنة رقمية مخصصة للممثلين القانونيين للمؤسسات
• رقمنة أكثر من 15 شهادة رسمية لتُسلَّم عن بُعد.
منصة دولية للتعاون والترابط البيني
تناول المنتدى أيضًا آليات الترابط البيني بين السجلات التجارية في مختلف الدول، بهدف تبادل المعطيات حول الشركات والمستفيدين الحقيقيين منها، في إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتهرب الضريبي.
كما تم الإعلان عن إطلاق منصة تواصل دولية (Networking Platform) تجمع السجلات الوطنية في فضاء واحد لتبادل البيانات والخبرات في الوقت الحقيقي، ما يُعد نواة لتعاون دولي أوسع يعزز الشفافية الاقتصادية على المستوى العالمي.
اعتراف دولي وريادة تونسية
من جانبها، أكدت جيرالدين سبيتيري لوكاس، الرئيسة المؤقتة للمنتدى، أن انعقاد الدورة الحالية في تونس اعتراف بجودة الملف التونسي والتزام البلاد بنشر قيم الشفافية والتحديث الإداري.
وأضافت أن تونس أصبحت اليوم نموذجًا إقليميًا في الإصلاح والحوكمة الرقمية، مشددة على أن المنتدى في تونس ليس مجرد لقاء دولي، بل رسالة رمزية تؤكد انخراط المنطقة المغاربية في منظومة الشفافية العالمية، وكتابة فصل جديد من مسار الإصلاح الاقتصادي الرقمي في البلاد.
متابعة : ضياء الدين الكريفي





17° - 24°








