باحثون ونقاد يتناولون قضايا اللغة والهوية ووظائف الأدب ونقد الحداثة في الاحتفاء بستينية حوليات الجامعة التونسية

 انطلقت الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، أشغال ملتقى "الثقافة العربية والتحديات الراهنة"، بالتطرق إلى جملة من المواضيع من بينها اللغة والهوية"، و "في ضرورة الأدب ووظائفه"، و "في الحداثة  ونقدها" وهو  الملتقى الدولي الثالث الذي ينتظم بمناسبة مرور ستين سنة على تأسيس مجلة حوليات الجامعة التونسية.

وضمن محور اللغة، استُهل الملتقى بطرح علاقة اللغة بالهوية وذلك من خلال جلسة علمية ترأسها الأستاذ محمد الشاوش، وساهم فيها عدد من الأساتذة وهم، صلاح الدين الشريف والمنصف عاشور من تونس، وكل من الأستاذين الجزائريين رزيق بوزغاية وقليل يوسف.

وتناول المتدخلون ضمن هذه الجلسة علاقة اللغة بالهوية من زوايا مختلفة، حيث انطلقت بمداخلة صلاح الدين الشريف التي تحمل عنوان "اللغة والكيان"، وهي عبارة عن شهادة تاريخية وتذكير بإسهامات رجلين لم توثق تجربتهما في إصلاح التعليم في تونس على المنصات الرقمية، حسب تعبيره، وهما محمود المسعدي وأحمد عبد السلام، مستشهدا بوثائق من تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل وبأحداث كان شاهدا عليها.

ومن أهم ما طرحه المتدخل ما تضمنه مشروع احمد عبد السلام ومحمود المسعدي لإصلاح التعليم، والذي طرح داخل الاتحاد العام التونسي للشغل إبان الاستقلال، مسألة "حفظ الكيان التونسي في مجاله العربي العام ومجاله والمغربي الخاص"، ليستخلص أن الإنسان يعيش ضمن كتل لغوية لسانية، وكل كتلة تمثل قوة اقتصادية وسياسية.

وتناول بقية المتدخلين اللغة بصفتها ظاهرة اجتماعية وثقافية تخضع لنظام لغوي، وهي أداة تصنيف اجتماعي، وتم تفصيل هذا النظام اللغوي من خلال أدبيات المفكرين الغربيين الذين اهتموا بتحليل اللسانيات ووظائفها وخصائصها، ثم من خلال نماذج لمراجع لغوية عربية هامة على غرار مناظرة أبي سعيد السيرافي ومتّى بن يونس التي نقلها أبو حيان التوحيدي.

بالتوازي مع هذه الجلسة انتظمت جلسة ضمن محور الأدب عنوانها "في ضرورة الأدب ووظائفه"، وتضمن هذه الجلسة التي ترأسها الأستاذ علي الغيضاوي، مداخلات لعدد من الأساتذة وهم، محمد الهادي الطرابلسي وسلوى السعداوي والحبيب الدريدي من تونس، ولزهر فارس من الجزائر.

وتناول المتدخلون في هذه الجلسة الحاجة إلى الأدب القديم اليوم ووظائف الأدب من خلال كتابات زكي نجيب محمود ومساهمة الشعر العربي القديم في الأدب وتدبر المنزلة الإنسانية، ومن أهم ما جاء فيها، طرح الأسئلة التي امتدت عبر الرؤى الأدبية الغربية والتي أنتجت المناهج الحديثة ليتم استثمارها في قراءة النصوص الأدبية.

ومن أهم الأسئلة التي طُرحت، سؤال المفكر الفرنسي "تودوروف" حول مصير الأدب، وربط هذا القلق بموت الأدب، وهو سؤال أصبح مطروحا أكثر في الأزمنة المعاصرة أمام صخب الفضاء الافتراضي والكتابات في الفضاء الرقمي، حسب المتدخلين.

ومن الهواجس التي تم طرحها، كيفية تمييز الكتابات الأدبية عن الكتابات غير الأدبية، وكيف يمكن للكاتب أن يرد للأدب روحه الجمالية، فضلا عن التطرق إلى موضوع منزلة الإنسان في تأملات الشعر للعربي القديم، في الكتابة وفن القول، لتبيان أن الشعر العربي نشأ في عمق إنسانية الإنسان وحمل هواجسه وقلقه خاصة في التعبير عن أسئلة الوجود والفناء.

أما الجلسة العلمية لمحور الحضارة والتي ترأسها الأستاذ عبد المجيد الشرفي، فقد طرحت موضوع "في الحداثة ونقدها" من خلال مداخلات الأساتذة عبد الباسط الغابري ومحمد الهادي طاهري، من تونس، والسعودية بلقيس رزيقي، والعماني مراد الحاجي، والمصرية أسماء محمد نبيل إحسان، وقد تناولوا الحاجة إلى حداثة نوعية بالعالم العربي، ونقد الحداثة في فكر عبد الوهاب المسيري، وعوائق الحداثة في المجتمع الإسلامي من وجهة نظر ماكس فيبر، والمأزق التاريخي وصعوبة دخلنة الحداثة في الفضاء العربي الإسلامي، كما تطرقوا الى الناشطين على التيك توك وتأثيرهم في القيم الأخلاقية للفتيات، انطلاقا من دراسة تطبيقية من مصر.

شارك:

إشترك الأن

تونس

14° - 20°
الخميس22°
الجمعة19°
إشراقات
لغة العالم
 إذاعة الزيتونة
إشراقات

إشراقات

00:00 - 03:00

ON AIR
إشراقات
لغة العالم
 إذاعة الزيتونة